الأنوثة أعظمُ وأهمُّ قيمِ وعباداتِ المرأةِ المسلمة
- مؤسسة قيمي هويتي
- قبل 4 أيام
- 6 دقيقة قراءة
في زمنٍ تتضارب فيه المفاهيم وتختلط فيه الموازين حول المرأة، وتضيع فيه معاني الأنوثة بين الإفراط والتفريط، تبرز الحاجة المُلِحّة إلى العودة إلى الميزان الإلهي الذي يحدد الغاية من وجود الإنسان
عبودية الأنوثة سمت الصالحات القانتات الحافظات للغيب وجوهر حسن التبعل ومقياس جودة عشرة المرأة
ج2 : عبودية الأنوثة جوهر حسن التبعل وجودة عشرة المرأة
( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) 56 الذاريات
( قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ) الأنعام 163
ــ ( أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن ءامن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين ) 19 التوبة
تعريفنا الشامل للعبادة :
1ـ اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال القلبية الباطنة والظاهرة
2 ـ أن تؤدي الفروض والواجبات ثم النوافل حيث لا تقبل النافلة إلا بعد الفريضة
3 ـ تنوع وتكامل العبادات بين الرجال والنساء
فالرجال والنشاء مشتركون في عبادات مثل الصلاة والصيام والزكاة والحج ومختلفون في عبادات كالجمع والجماعات والسعي على الرزق بكافة أشكاله والجهاد ...الخ للرجال ، بينما للنساء عبادات خاصة متميزة ومتمايزة عبادة حسن التبعل للزوج والحمل والولادة ورضاعة وتربية الأبناء وإدارة شؤون الأسرة ..الخ
4 ــ شروط صحة العبادة الإخلاص لله تعالي وموافقتها للشرع
أولا : الإخلاص بأني تؤدي بنية خالصة لله تعالي لا رياء ولا شرك فيها
وأن تؤدي لله تعالي في كل الأحوال بغض النظر عن البشر ، بمعني أن تحسن الزوجة عبادة حسن التبعل لزوجها
في كل الأحوال بحال قناعته به ورضاها عنه ام لا ، لأنها تؤديها لزوجها لله تعالي أولا وتنتظر الأجر منه سواء شكرها الزوج ام لم يشكرها فأجرها وحقها محفوظ عند الله تعالي ، وذلك ما بينه العلماء من أن حقيقة الإخلاص وجوهره أن تعيش مع الحق أي الله تعالي بغير خلق ، أي بغير طبيعة وردود أفعال الخلق .
ثانيا : تأدية العبادة وفق سنة ومنهج رسول الله صلي الله عليه وسلم في كل عبادة من العبادات
وبالنسبة لعبادة حسن التبعل للزوج أن تؤدي بحب ولطف واتقان وجمال وإبداع من غير من ولا اذى
امتثالا لقول الله تعالي ( ﴿ ۞ قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى ۗ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ﴾263 البقرة
وأدناها الابتسامة الجميلة والبشارة والأمل والرضا حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم :
(إنَّ تبسُّمُك في وجهِ أخيك يُكْتَبُ لك به صدقةٌ ) فما بالك ان كانت لزوجك صاحب الحق والفضل عليك بعد الله تعالي
5 ــ فضل العبادة المتعدية على العبادة القاصرة بعد الفروض ــ هذا ما يقرر علماء الأصول في العبادات
العبادة القاصرة : التي يقتصر نفعها وأثرها على صاحبها فقط كذكر الله تعالي وقيام الليل مثلا
العبادة المتعدية : التي يتعدى نفعها واثرها صاحبها إلي الآخرين من حوله كنشر العلم وأعمال البر المادية والمعنوية المتنوعة
ويتوقف فضل العبادة المتعدية على عدة معايير
ــ موقع ومكانة المستفيدين من صاحب العبادة ( أم ـ أب ـ زوج ـ ابن ــ اخ ـ أقارب وأرحام ـ عموم الناس )
ــ قوة وفاعلية وأثر نفع العبادة المتعدية وامتداد أثرها بشريا زمنيا ومكانيا
ولا شك في أن أقرب إنسان للزوجة وصاحب الحق عليها هو زوجها وأولي الخلق بعباداتها المتعدية وأعظمها للمرأة
بتوجيه رسول الله صلي الله عليه وسلم عبادة حسن التبعل لزوجها ، والتي يجب أن تتفنن فيها لحسن التبعل له وإسعاده
ومنحه الحب والسكن والقوة والأمان والاستقرار .
ــ حديث : " أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس ؛ وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم تكشف عنه كربة أو تقضي عنه ديناً أو تطرد عنه جوعاً ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد - يعني مسجد المدينة - شهراً ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه يوم القيامة رضي ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى يقضيها له ثبت الله قدميه يوم تزول الأقدام ) هذا للمسلم مع عموم المسلمين فما بالك بفضل هذه العبادات المتعدية من الزوجة لزوجها صاحب الحق والفضل عليها بعد الله عز وجل.
أ ـ أصحاب الحقوق أولي الناس بالبر، وأولي الناس ببر المرأة هو زوجها
حديث : (لو كنتُ آمِرًا أحدًا أن يسجدَ لأحدٍ، لأمرتُ المرأةَ أن تسجدَ لزوجِها)
والسجود الفرضي هنا سجود طاعة وحب وحسن تبعل
ب ـ الأقربين ( ( قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ ) ) 215 البقرة
الانفاق المادي والمعني أفضله للأقربين واقرب الناس للمرأة هو زوجها
7ـــ أعظم أحاديث النساء
لما فيه من فكر وفهم ومنهج لتفكير واهتمام وعمل وسلوك وحياة النساء الناجحات في الدنيا والآخرة
حديث رسول النساء أسماء بنت يزيد صحابية جليلة أنصارية شهدت بيعة الرضوان أي أنها من الذين قال الله تعالي فيهم ( لَّقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ) 18 الفتح روى مسلم بن عبيد أنها أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو بين أصحابه فقالت : بأبي وأمي أنت يــا رســول الله ، أنا وافدة النساء إليك ، إن الله - عز وجل - بعثك إلى الرجال والنساء كافةً، فآمـنــا بـك وبإلهك وإنا - معشر النساء - محصورات مقصورات ، قواعد بيوتكم ، ومقضى شهواتكم ، وحـامــلات أولادكم ، وإنكم- معشر الرجال - فُضلتم علينا بالجُمع والجماعات ، وعيادة المرضى، وشـهـود الجنائز، والحج بعد الحج، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله - عز وجل - وإن الـرجــل إذا خــرج حـاجـاً أو معتمراً أو مجاهداً، حفظنا لكم أموالكم وغزلنا أثوابكم ، وربينا لكم أولادكم ، أفما نشـاركـكـم الأجر والثواب ؟!فـالـتـفـت الـنـبـي إلى أصحابه بوجهه كله ثم قال : هل سمعتم مقالة امرأة قط أحسن من مساءلتها في أمر ديـنـهـا مــن هـذه ؟ فقالوا: يا رسول الله ما ظننا أن امرأة تهتدي إلى مثل هذا.فالتفت النبي إليها فقال: افهمـي أيتها المرأة وأَعلِمي مَن خلفك من النساء أن حسن تبعُّل المرأة لزوجها (أي حُسن مصاحبتها له ) وطلبها مرضاته ، واتـبـاعـهـا موافقته يعدل ذلك كله ، فانصرفت المرأة وهي تهلل.
أعظم وصايا الرسول صلي الله عليه وسلم للنساء :
افهمـي أيتها المرأة وأَعلِمي مَن خلفك من النساء
1/3 ــ أن حسن تبعُّل المرأة لزوجها (أي حُسن مصاحبتها له )
2/3 ــ وطلبها مرضاته
3/3 ــ واتـبـاعـهـا موافقته
كافة الفروض ومجامع النوافل وذروة سنام الإسلام الجهاد في سبيل الله
أهم وأعظم أحاديث الرسول صلي الله عليه وسلم للنساء
لأنه حديث من جوامع كلمه صلي الله عليه وسلم رسم منهاج حياة المرأة المسلمة إلي يوم القيامة
كيف تفكر المرأة المسلمة ؟
وكيف تنظر إلي قيمة وأهمية الزوج في حياتها ؟
وكيف تنظم عباداتها وأولوياتها ؟
وكيف تمتلك مصدرا ومرجعا معياريا موثقا لعلاقتها بزوجها ؟
وكيف تمتلك دليلا سلوكيا عمليا في علاقتها بزوجها ؟
هنيئا للمرأة المسلمة بهذا الحديث دليلا إلى سعادة الدنيا والفردوس الأعلى
8 ــ عبادات خاصة بالمرأة
أعظم عبادات النساء
أختص الله تعالي بها المرأة من دون الخلق ، لتقوم بها لزوجها
1 ــ عبادة التأنث والتغنج وإغراء الزوج
﴿ وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَىٰ بَعْضُكُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا﴾ 21 النساء
ب ــ القوة الحقيقية الخاصة بشخصية المرأة هي قوة الأنوثة ، والتي يطلق عليها القوة الناعمة للمرأة لكسب
قلب وحب الزوج ومشاركته كل تفاصيل حياته
ت ــ قوة الأنوثة حقيقتها في :
ــ الضعف الفطري للمرأة والتي تعد قوة إستراتيجية لاحتواء الزوج باقل تكلفة وفي اسرع وقت
وتمنحها الاحتواء الحقيقي للرجل
ــ الخصوصية النوعية من ليونة ونعومة وعبير وهدوء ودفء وحنان وجمال
ــ خصوصية العلاقة بين المرأة وزوجها فقط لله رب العالمين ــ محبين عاشقين الله ثالثهما
9 ــ أعظم وصايا رسول الله صلي الله عليه وسلم للنساء
دلالات الحديث
1ــ سجود افتراضي كناية عن الليونة والاستجابة والانقياد والطاعة والخضوع للزوج
خضوع المحب للحبيب ، والتسليم للراعي الأمين عليها
2 ــ سجود افتراضي بموافقة وتبعية المحب للقائد الحبيب
3 ــ سجود افتراضي بالقناعة والرضا بحب واقتناع بشخصية الزوج
ج 3 : أين ومتى وكيف ولمن تفجر المرأة أنوثتها وتنثر عبيرها وسحرها ؟
أربع آيات تضبط تجيب علي أسئلة لمن وأين ومتي تبرز المرأة أسرار جمالها الخاص وتفجر أنوثتها
الفطرية والمكتسبة التي لا حدود لها إنما تتطور بتطور أدوات العصر وفي ذلك فتتنافس المتنافسات
1/4 ــ (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ) 21 الروم
2/4 ــ ﴿ وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَىٰ بَعْضُكُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا﴾ 21 النساء
3/4 ــ ( الصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ) 34 النساء
4/4 ــ ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ ۖ ) 23 الأحزاب
منطق الفعل الرابط في دلالات الآيات الأربع الكريمة :
هو حشمة ووقار المرأة وصلاحها وخضوعها لله تعالي وثم زوجها والخصوصية البالغة بين الزوجين
وتحقيق افضل وأعلي طبقات المودة والتحبب درجات السكن لبعضهما البعض وليس ذلك إلا للزوج
الخاتمة
الأنوثة في الإسلام ليست ضعفًا ولا تابعًا، بل عبادة سامية وميثاق غليظ، تؤديها المرأة المسلمة طاعةً لربها، وإكرامًا لزوجها، وبناءً لمجتمعها فهي في بيتها مجاهدة، وفي أنوثتها عابدة، وفي طاعتها لزوجها طائعة لله قبل كل شيء.
هنيئًا للمرأة المسلمة التي تدرك هذا المعنى فتعبد الله بأنوثتها فتنال سعادة الدنيا، وتبلغ الفردوس الأعلى في الآخرة
تعليقات