سؤال الوعي المجتمعي وبناء الإراد الجمعية الواحدة للمجتمع يجيب على عدة أسئلة فرعية: - ماهية الوعي.. - أهمية الوعي المجتمعي ومخاطر غيابه.. - محتوى الوعي.. - شروط ومعايير الوعي المجتمعي..
الوعي المجتمعي هو إدراك العقل الجمعي للمجتمع لحقيقة الواقع على حقيقته، دون اجتزاء أو تغيير، والاحتشاد على ما يجب فعله في هذه اللحظة التاريخية.
عناصر تعريف الوعي المجتمعي تشير إلى عدة عناصر أساسية هي: 1- وعي غالب المجتمع، نخبا ومثقفين وعموم الناس. 2- الوعي باللحظة التاريخية الحالية وارتباطها بالماضي، وتطلعها وقدرتها على ولوج المستقبل. 3- نظام الأفكار وثقافة المجتمع المكونة للوعي المجتمعي. 4- القدرة على توجيه البوصلة وتحديد الأهداف. 5- وحدة واحتشاد غالب المجتمع نحو بوصلته وأهدافه. الجذور الفلسفية للوعي المجتمعي تبحث في الوعي الجمعي الحاشد للمجتمع كنظام حكم ومحكومين، بالإجابة المحددة المتفق عليها حول أسئلة اللحظة التاريخية الحالية واستحقاقتها: س1: أين نحن من العالم، قيميا وعلميا وتكنولوجيا واقتصاديا وعسكريا وسياسيا؟ س2: إلى أين يجب أن نتحرك؟ ثورة وتحرر، أم معارضة وإصلاح جزئي، أم تنمية ونهوض؟ س3: لماذا يجب أن نتحرك إلى هذا الاتجاه؟ س4: كيف نتحرك ونصل إلى الهدف؟ س5: ما حقيقة فهم وتعاطي المجتمع مع ذاته والقوانين والواقع؟ 1- ذاته وقدراته ورساله في الحياة. 2- سنن وقوانين الحياة والواقع. 3- الواقع ومعطياته وحراكه وأسبابه وتداعياته س6: ماعلاقة المجتمع بالمعايير القيمية العشر للمجتمع القيمي؟ 1- علاقة المجتمع بذاته. 2- علاقة المجتمع بالدين. 3- علاقة المجتمع بالإنسان. 4- علاقة المجتمع بالتراث. 5- علاقة المجتمع بالعلم. 6- علاقة المجتمع بالحياة. 7- علاقة المجتمع بالوقت. 8- علاقة المجتمع بمكوناته الداخلية المتنوعة. 9- علاقة المجتمع بالطبيعة. 10- علاقة المجتمع بالمجتمع الخارجي. س7: ما فهم والتزام وقرب المجتمع من شروط ومعايير الإنسان والمجتمع الحضارى؟ 1- يفكر عالميا. 2- يتعايش مع قوانين العصر. 3- يلتزم بالقيم الإنسانية العالمية. 4- يحترم الكرامة الإنسانية. 5- يعمل وفق المعايير المهنية العالمية. 6- واعٍ بذاته. س8: ما هي الاستحقاقات الخاصة لتجاوز المرحلة والعبور إلى المستقبل؟ 1- معنوية (أفكار ومفاهيم وثقافة وقوة نفسية). 2- مادية (معرفة وتكنولوجيا ووسائل وأدوات). أهمية الوعي (الدور الوظيفي للوعي المجتمعي) الوعي المجتمعي وصناعة الإرادة والقوة الشعبية المتحدة المحتشدة على بوصلة واحدة وضد عدو واحد هو المستبد الغاشم.. الوعي يوقظ الشعب ويوحده ويحشده ويمنحه طاقة الغضب وقوة الإرادة المحركة للتغيير، لذلك كان الوعي المجتمعي من أخطر وأول أعداء النظم الإستبدادية المحلية والعالمية. كما أنه ليس من مصلحة الوصي غير الأمين أن يصل اليتيم إلى رشده وذلك لأن الوعي: 1- يكشف الحقائق للشعب. 2- يكشف ويحدد خريطة أعداء وأصدقاء الشعب، ويفجر فيه أسباب الغضب لانتهاك حقوقه وسوء إدارة مقدراته وتضييع فرصه, 3- يمنح الشعب القوة الذاتية الدافعة للخروج للتغيير. 4- يمنح الشعب نقطة تمركز واحدة ضد هدف واحد مشترك، وهو التخلص من المستبد. 5- يعزز قدرة الشعب على التفكير والتخطيط الواقعي لمجابهة المستبد. 6- يفجر في الشعب الملكات والطاقات الابتكارية والإبداعية في إنتاج الوسائل المتجددة اللازمة لمغالبة المستبد والانتصار عليه. 7- يمنح الشعب الأدوات الثلاث الأساسية للفعل الناجح: قيم التحرر والكرامة، والمعارف والخبرات الثورية، ومهارات وتقنيات الفعل الثوري.
مخاطر غياب الوعي المجتمعي 1- تخدير المجتمع وغسيل مخه وتغييب وعيه وتفكيكه وإضعافه، وإزاحة وتغييب الشعب عن المشاركة في المشهد السياسي، وإبعاده عن ثرواته وحقوقه. 2- استدعاء الشعب إلى المشهد السياسي وقت الحاجة إليه لأداء أدوار وظيفية لخدمة المستبد. 3- تمكين المستبد من الانفراد بالسلطة والثروة والقرار. 4- الاستنزاف المستمر لمقدرات الدولة، وضعف وتفكك بنية الدولة، وتدني مستوى معيشة الشعب. 5- ضعف وتراجع المكانة الإقليمية والدولية للدولة. محاور وعناصر الوعي المجتمعي يتكون الوعي المجتمعي من جزء أساسي ثابت لكل المجتمعات الإنسانية، وجزء آخر متغير مرتبط بخصوصية وطبيعة كل مجتمع والمرحلة التي يمر بها، والأمراض التي يعانيها والاحتياجات الغائبة واللازمة له: أولا: الجزء الأساسي: منظومة القيم والأفكار الحاكمة لتفكير وتصور وسلوك وأداء المجتمع. ثانيا: الجزء المتغير: البنية المعرفية ذات العلاقة بالظرف التاريخي. لذلك فإن منظومة الوعي اللازمة تختلف باختلاف الزمان والمكان..
المحور الأول: الوعي بالذات 1- بذاته وكرامته الإنسانية وحريته التي منحها الله تعالى له، ورسالته ومهمته في الحياة وترجمتها إلى حقوقه وواجباته الوطنية. 2- بخصائص المجتمع ومميزاته ومحركاته. 3- بمواهبه وقدراته وممكناته وكيفية تطويرها. 4- أحلام وتطلعات وميول وتوجهات المجتمع. 5- المشاكل والمعوقات الذاتية المعيقة والمميتة. المحور الثاني: الوعي بالدين ودوره في الحياة 1- بالمداخل الصحيحة لفهم الدين (التحرر وبناء الإنسان، وتحضّر ونهضة الحياة). 2- بفهم رسالة ومهمة الدين في صناعة الحياة. 3- بالفهم الصحيح للعمل الصالح. 4- بفهم علاقة العباد بالله تعالى. 5- بفهم علاقة المحررين والمصلحين بالمجتمع. المحور الثالث: الوعي بالقوانين الحاكمة 1- بسنن وقوانين الله تعالى في الكون. 2- بموازين القوة وقوانين الصراع العالمية. 3- بالدستور والقوانين المحلية المنظمة للمجتمع المحلي. 4- بقيم ومفاهيم العبور إلى المستقبل (ثقافة العصر). 5- بإدارة العلاقات مع مصالح الدول الكبرى في المنطقة. المحور الرابع: الوعي بحقيقة الصراع الجاري 1- بأطراف الصراع ومعطياته ومحركاته وتفاعلاته ونتائجه. 2- بالنتائج والحقائق الحالية على الأرض وأسبابها. 3- الوعي بالمرحلة وببوصلته وأهدافه خلال هذه المرحلة والمرحلة التالية (التحرر). 4- بالخصم ومفاصل قوته وضعفه، وشركائه وداعميه وخصومه (المستبد والدولة العميقة). 5- بالنخب الثورية المزيفة ولصوص الثورة وأساليبهم، وكيفية التعاطي معهم. المحور الخامس: بنظرية واستراتجية التحرك إلى المستقبل (التحرر الكامل) 1- بنظرية واستراتجية ومشاريع ومراحل التحرر والتحول الديمقراطي المؤسسي الراسخ. 2- بالمستقبل والحلم الوطني (المشروع الوطنى البديل). 3- بالعقيدة الثورية وتكتيات ومهارات إدارة الحراك الثوري. 4- بالقيادات البديلة والنظام القيادي الوطني البديل. 5- بأساليب وطرق إنتاج أفكار وحلول ووسائل وأدوات الثورة ذاتيا ومحليا. شروط ومعايير الوعي المجتمعي 1- أن يكون شاملا للجزء الأساسي الثابت بالمجتمعات المتحضرة، والجزء المتغير المتعلق بالظرف التاريخي. 2- أن يكون محددا وواضحا وبيّنا لجميع الشرائح المجتمعية. 3- أن يكون محدثا وواقعيا وموائما لطبيعة العصر والمرحلة التي يمر بها المجتمع. 4- قابلا للقياس في ذاته، وفي آثاره ونتائجه على سلوك وإنجاز المجتمع. 5- الترجمة العملية لكل بنوده النظرية إلى واجبات عملية قابلة للتطبيق. 3- تنوع مستوى الخطاب ليبدأ بالنخب وينتهي بعموم وأطفال المجتمع. 6- القوة والفاعلية في تطهير المجتع من معوقاته الذاتية وعوامل الفرقة والشقاق. 7- قوة وفاعلية المحتوى في تراكم وتفجير غضب الجماهير، وضبط وترشيد حراكها حتى نهايته. 8- سعة محتوى الوعي ليستوعب ويتحدث باسم كافة أشكال آلام وتطلعات الجماهير. 9- عمق محتوى الوعي حتى يستوعب التنوع المجتمعي ويجمع فيما بينه لمواجهة المستبد.
الوعي يوقظ الشعب ويوحده ويحشده ويمنحه طاقة الغضب وقوة الإرادة المحركة للتغيير، لذلك كان الوعي المجتمعي من أخطر وأول أعداء النظم الإستبدادية المحلية والعالمية
Comentarios