يعيش العالم اليوم أزمة هوية عالمية استثنائية حادة حيث يحاول أن يسيطر على حياة الناس نظام قوى ومسيطر وناشط للكفر والطغيان والشذوذ والانحراف عن فطرة الله تعالى التي فطر الناس عليها في حين ضعف وغفل أهل الإيمان عن رسالتهم وتفككت وضعفت هويتهم الإسلامية وانحسرت عالميا وتلاش فعلهم وأثرهم الحضاري وتراجعوا الى آخر الركب البشرى، لحساب الأديان والثقافات والهويات الأخرى بالرغم من كونهم 2مليار يشكلون ربع سكان العالم ، حقيقة الامر هو ضعف ذاتي للمسلمين نتيجة للكثير من الاشكاليات الداخلية البنيوية العميقة
التحول عن الإجابة على الأسئلة الكبرى والعملية للقيم والسلوك والأخلاق والهوية
علم القيم والاخلاق والثقافة والهوية يتناول عدة أسئلة كبرى :
السؤال الأول : ماهية القيم ومكوناتها المفاهيمية دائمة التطور والتمدد بتطور حركة العلم والحياة؟
السؤال الثانى : أهمية القيم وأدوراها الوظيفية فى الحياة على كافة المستويات فرد وأسرة ومؤسسة
ومجتمع ودولة وأمة ؟
السؤال الثالث : كيفية ترمة القيم النظرية المجردة من الفل والأثر إلى واجبات عملية ومهارات سلوكية
إجرائية قابلة للتربية والتعلم والإكتساب والتخلق والقياس والتقويم ؟
السؤال الرابع : كيفية رصد وقياس وتقويم درجة ومنسوب تحقق القيم فى المجتمع ؟
السؤال الخامس : كيفية ترجمة الانتاج المعرفى الجديد الى نظرية عمل ومشاريع وبرامج تنفيذية ؟
السؤال السادس :كيفية انتاج المعايير و الوسائل والادوات والأدلة والمناهج اللازمة لتنفيذ مشاريع القيم ؟
السؤال السابع : ما هى مسارات التنفيذ الأساسية والداعمة وفق الممكنات المتاحة
( وزارات ــ هيئات ــ مؤسسات ــ مراكز ــ مجتمع مدنى ــ نخب وأفراد )
وبقدر نجاح المفكرين والمخططين ثم المديرين التنفيذين من :
الاجابة الفكرية والمعرفية الجديدة على اسئلة وتحديات العلم والواقع والممكنات
ــ ترجمة المعرفة العلمية المفككة الى نظرية علمية
ــ ترجمة النظرية العلمية الى نظرية عمل واقعية تجالد الواقع
ــ ترجمة النظرية الى مشاريع وبرامج ووسائل وأدوات
وتوفير أدوات تطبيقها بقدر سرعة نجاح المجتمع والأمة فى تحقيق نقلات نوعية كبيرة لسلوك وقدرات وممكنات مجتمعاتهم وتحقيق نقلات نوعية حضارية كبيرة .
النموذج الاول : نموذج الرسول صلى الله عليه وسلم فى الاجابة النظرية والعملية وتوظيف الواقع المتاح
وتحويل مؤسسة الفرد الداعية المربيى ، ومؤسسة الاسرة ومؤسسة المسجد ومشاريع
بناء الدولة من تدافع وصراع مع الكفار وهجرات وغزوات وسرايا الى محضن تربوى
واسع لبناء قيم وسلوك واخلاق وثافة وهوية المجتمع الاسلامى الجديد وتحقيق نلة نوعية
كبيرة فى اقل م عقدين من الزمان ، فى مجتمع الكفر المطلق .
النموذج الثانى : نموذج اليابان والتحول من مجتمع الهزيمة الى مجتمع العلم والقوة والتحضر والريادة
فى اقل من اربعة عقود وبنظا قيمى بشرى ملىء بالتناقضات والضعف ومحروم من
التمايز الايمانى والروحى والاعجاز المفاهيمى الربانى
وفى واقعنا الاسلامى رصدنا اشكالية بنيوية كبرى :
بالتحول عن الإجابة على الاسئلة السبعة السابقة ، إلى الاستغراق الفلسفي الجدلي فى جزء محدود من السؤالالاول ، حول ماهية وتعريف القيم دون التقدم لما هو مطلوب وهام وعاجل من الإجابة على أسئلة الماهية المفاهيمية وكيفية صناعة أدلة السلوك التربوي والمهني وكيفية تخطيط وبناء وقياس وتقويم القيم والأخلاق.
ــ يذكر لبعض العلماء اجتهادات فى ترجمة القيم الى واجبات عملية ، ولكنها كانت محدودة
فى مجالاتها التطبيقية السلوكية ، حيث كان اغلبها فى مجال الشعائر التعبدية وعلى مستوى الفرد
وكانت مقرونة بعمق فلسفى يربطها بالاخرة وليس بصناعة الحياة اليومية .
كما انها ترجمت القيم الى واجبات عملية واجراءات تطبيقية دون تصميم منهج علمى لترجمة القيم الى مهارات سلوكة واجراءات عملية .
ــ بطبيعة الحال أجاب القرآن والسنة على سؤال الأهمية والغاية والمقصد تاركًا الباب مفتوحًا لآفاق الفكر التربوي للتعاطي مع مستجدات الواقع في كل الأزمنة.
مع ملاحظة أن غالب ما تم من إجابات غلبت عليه الروح الصوفية التي اختزلت أهمية القيم في التزكية ودخول الجنة، وأغفلت الدور الوظيفي للقيمة في صناعة الحياة والعمارة، ببناء وتعزيز شخصية وقدرات الإنسان الذهنية والنفسية والمعرفية والاجتماعية والمهنية وتعزيز قدرته على الفعل والإنجاز والمشاركة في عمارة الحياة وخلافة الله تعالى في الأرض.
والأدوار الوظيفية الاستراتيجية للقيم والأخلاق في بناء ثقافة وهوية القوة البشرية للدولة وصناعة الوحدة والاحتشاد، ودور القيم والأخلاق في تحقيق المبادئ وصناعة القوانين والتشريعات والدساتير المنظمة لحياة المجتمعات والدول النظامية القوية.
وتأخر الإجابة على بقية الاسئلة السبعة ؟ .. لذلك كانت استجابة مؤسسة قيمى هويتى
فى تصميم أول منهج علمى لصناعة القيمة التربوية الحضارية وترجمة القيم النظرية المجردة الى واجبات عملية ومهارات سلوكية بحسب الشريحة العمرية والنوعية والمهنية فى أدلة سلوك تربوى تنظم القيمة الواحدة فى اربع مفاهيم كبرى ، ثم تترجم المفاهيم الى
إثنى عشر واجبا عمليا ومهارة سلوكية معاصرة بحسب المجال السلوكى لكل شريحة
وانتاج عشرون دليل سلوك تربوى لعشرون قيمة قرآنية من اجمالى ستون قيمة قرآنية مستهدفة .
Comments